باب قوله:{يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ}[الفتح: ١٥]
قال ابن بطال: أراد في هذا الباب ما أراده في الأبواب قبله من أن الكلام صفة قائمة بالله أزلًا، وليس كما قال، بل الباب الذي قبله ساق وفيه الأحاديث الدالة على أن القرآن الذي يتلوه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منزل من عنده مع كونه الكلام المعجزة. قال صاحب "الكشاف": أنزله بعلمه الخاص به مؤلفًا معجزًا تصديقًا لرسالتك. وهذا الباب للدلالة على أن كلامه تعالى لا ينحصر في المعجز، بل منه نوع آخر وهو الأحاديث القدسية.
٧٤٩١ - وروى في الباب أحاديث منها حديث أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال الله تعالى وتقدس (يؤذيني ابن آدم) منزه عن أن يلحقه أذى تعالى عن ذلك، والمراد نسبة ما لا يليق بكبريائه إليه، وقد صرح به. قوله:(يسب الدهر) والحمل على إيذاء أوليائه لا وجه له (أنا الدهر) أي أنا خالق الدهر وخالق الحوادث فيه، فمن سب الدهر فقد سبني إذ لا صنع إلا لي، وقد سلف الحديث في سورة الجاثية.
٧٤٩٢ - وحديث أبي هريرة (يقول الله عز وجل: الصوم لي) وقد سلف في أبواب الصوم مع شرحه مستوفى، والمختار في وجه الإضافة إليه في الصوم مع أن العبادات كلها له أن الصوم لم يُعبد به غير الله، وهو المعتمد، وقد ذكرنا فيه وجوهًا أُخر.
(أبو نعيم) قال (حدثنا الأعمش) وفي رواية: أبي نعيم عن سفيان الثوري، هو الأعمش