للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زَادَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِى ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَمِّهِ «لَمَّا كَذَّبَنِى قُرَيْشٌ حِينَ أُسْرِىَ بِى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ». نَحْوَهُ. طرفه ٣٨٨٦

٣ - باب قَوْلِهِ تَعَالَى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ)

(كَرَّمْنَا) وَأَكْرَمْنَا وَاحِدٌ (ضِعْفَ الْحَيَاةِ) عَذَابَ الْحَيَاةِ وَعَذَابَ الْمَمَاتِ (خِلَافَكَ) وَخَلْفَكَ سَوَاءٌ (وَنَأَى) تَبَاعَدَ (شَاكِلَتِهِ) نَاحِيَتِهِ، وَهْىَ مِنْ شَكْلِهِ (صَرَّفْنَا) وَجَّهْنَا (قَبِيلاً) مُعَايَنَةً وَمُقَابَلَةً، وَقِيلَ الْقَابِلَةُ لأَنَّهَا مُقَابِلَتُهَا وَتَقْبَلُ وَلَدَهَا (خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ) أَنْفَقَ الرَّجُلُ أَمْلَقَ، وَنَفِقَ الشَّىْءُ ذَهَبَ (قَتُورًا) مُقَتِّرًا. (لِلأَذْقَانِ) مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ، وَالْوَاحِدُ ذَقَنٌ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ (مَوْفُورًا) وَافِرًا (تَبِيعًا) ثَائِرًا، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ نَصِيرًا. (خَبَتْ) طَفِئَتْ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (لَا تُبَذِّرْ) لَا تُنْفِقْ فِي الْبَاطِلِ (ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ) رِزْقٍ (مَثْبُورًا) مَلْعُونًا (لَا تَقْفُ) لَا تَقُلْ.

ــ

باب قوله: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: ٧٠]

(كرمنا وأكرمنا واحد) في أصل المعنى، والأول أبلغ ({ضِعْفَ الْحَيَاةِ} [الإسراء: ٧٥]) أي: ضعف ما يعذب به غيرك في الدارين؛ لأن عذاب الإنسان على قدر الجريمة، وحسنات الأبرار سيئات المقربين ({خِلَافَكَ} [الإسراء: ٧٦] وخلفك سواء) هما لغتان ({شَاكِلَتِهِ} [الإسراء: ٨٤] ناحيته وهي من شكله) بفتح الشين وإسكان الكاف، أي: اشتقاقه منه، والكل عند أهل اللغة صفة الشيء، والشاكلة في الآية مفسرة بالمذهب والطريقة، أي: عمل الإنسان على وفق اعتقاده (أنفق الرَّجل: أملق) تفسير باللازم ({قَتُورًا} [الإسراء: ١٠٠] مقترًا) الثلاثي والمزيد بمعنى، وإن كان في القتور مبالغة، والاقتار: التضييق في الإنفاق على العيال ({لِلْأَذْقَانِ} [الإسراء: ١٠٧] مجتمع اللحيين) بفتح اللام، والواحد ذقن، لو أخر تفسيره كان أحسن ({مَوْفُورًا} [الإسراء: ٦٣] وافرًا) أي: وقد جاء لازمًا لا أن موفورًا، كـ {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [الحاقة: ٢١] و ({رَحْمَةٍ} [الإسراء: ٢٨] رزق) نظرًا إلى المقام وإن كانت الرحمة [أعم] ({مَثْبُورًا} [الإسراء: ١٠٢] ملعونًا) الثبور: هو الهلاك، ومن لوازمه اللعن والطرد ({وَلَا تَقْفُ} [الإسراء: ٣٦] لا تقل) تفسير باللازم، يقال: قفوت الشيء تبعته.

<<  <  ج: ص:  >  >>