لأن المعجزة شرطها القدرة على الإتيان بها عند التحدي، وهذا ليس كذلك ألا ترى أنَّه عجز عن قتل ذلك الذي أحياه فضلًا عن إحيائه، ولا التباس بكرامات الأولياء؛ لأن شرط الكرامة أن يكون صاحبها على جادة الشريعة النبوية متبعًا، وإلا يكون استدراجًا وسحرًا، قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٦٣)} [يونس: ٦٢، ٦٣].
باب يأجوج ومأجوج
اسمان أعجميان ولذلك منعا من الصرف، وقيل عربيان، ومنع الصرف لكونهما علمًا للقبيلة، واختلف في المشتق منه، قيل من أجيج النَّار وقيل من الأج وهو الاختلاط، وقيل: من الأج وهو السرعة. ومأجوج من ماج يموج، أو مج يمج، وقيل غير هذا، رجلان من نطفة آدم من غير حواء، احتلم آدم فاختلط منيه بالتراب فخلق منه هذان. ورد بأن الاحتلام لا يجوز على الأنبياء، ورد بأنه يجوز دفق المني كالبول، والحق أنهما من أولاد يافث بن نوح؛ لأن ما عدا المُؤمنين هلكوا من الطوفان، والأخبار في أحوالهم كثيرة عجيبة. قيل: لا يموت منهم واحد حتَّى يلد له أَلْف نفس. وقيل: النَّاس والجن عشرة أجزاء، تسعة منها يأجوج ومأجوج، وجزء واحد سائر الجن والإنس، والله أعلم بحقيقة الحال.
٧١٣٥ - (ويل للعرب من شر قد اقترب) قد سلف هذا الحديث، خصَّ العرب لأنه وصف الشر بالقرب، وأول ما وقع في العرب من قتل عمر وهلم جرًا انفتح باب الشر والفتن.
فإن قلت: قد سلف في أول كتاب الفتن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استيقظ عند زينب. وقال هذا الكلام، وهنا قال:(دخل عليها فزعًا). قلت: لم يقل هناك استيقظ