استدل به على أن الحلم من أسباب البلوغ، وعليه اتفق الأئمة؛ فعند أبي حنيفة يبلغ الغلام بالاحتلام، وبالإحبال، وإنزال المني عند الوطء، فإن لم يوجد منها شيء فبالسن؛ وأقله ثمان عشرة؛ لأنه الأشُدّ في تفسير ابن عباس، وبلوغ الجارية بالحيض، وأدنى مدة وقت الحيض تسع سنين وبالاحتلام والإحبال أيضًا، وبالسن؛ وهو سبع عشرة سنة.
وقال مالك: إذا بلغ سنًّا يبلغ فيه مثله، أو نبت شعر عانته؛ لحديث عطيّة القرظي: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرض سبي قريظة فقتل من نبت، ولم يقتل من لم ينبت، وكنت ممن لم يُنبت. وبه قال أحمد، وخص الشافعي الإنبات بأولاد الكفار؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل ذلك في أولاد المسلمين احترامًا لهم، فسقط اعتراض ابن بطال في التفرقة.
٢٦٦٤ - (أبو أسامة) -بضم الهمزة- حمّاد بن أسامة.
(فلم يجزني) بضم الياء أي: لم يجعلني في عداد الرجال.
فإن قلت: قال أولًا: عرضه؛ وثانيًا: لم يجزني؟ قلت: إن كان هذا من كلام نافع فقد