روى في الباب حديث ابن عباس حين بات في بيت ميمونة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندها.
(فأخذ بيدي أو بعضدي) الشك منه (أقامني عن يمينه، وقال بيده من ورائي) أي: أشار إليه أن يتحول إلى اليمين من ورائه، لئلا يمر بين يدي المصلي، وفي رواية: من ورائه، فسقط ما يقال: يجوز أن يكون: من ورائي، وراء ابن عباس، على أنه لا يعقل إتيان ابن عباس من وراء نفسه.
والحديث دل على فضل ميمنة الإمام، ويفهم منه ميمنة المسجد كما ترجم، وأصرح منه ما وراه أبو داود عن البراء مرفوعًا:"إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف"، وهذا حث على الأفضل، وشرطه أن لا تتعطل الميسرة؛ لما روى ابن ماجه عن ابن عمر مرفوعًا: أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ميسرة المسجد تعطلت، قال - صلى الله عليه وسلم -: "من عمّر ميسرة المسجد فله كِفْلان من الأجر".
فإن قلت: فقد زاد أجر الميسرة؟ قلت: ليس كذلك بل له كفلان من الأجر الذي يستحقه الذي في الميسرة؛ لولا تعطل الميسرة.
باب إذا كان بين الإمام وبين القوم حائط أو سترة
السترة -بضم السين وسكون التاء-: ما يستر به (أبو مجلز) -بكسر الميم وسكون الجيم آخره زاي معجمة-: لاحق بن حميد.