٢١ - باب لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ، فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ
٦٣٣٨ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ، وَلَا يَقُولَنَّ اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِى. فَإِنَّهُ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ». طرفه ٧٤٦٤
ــ
تفسير القرآن على الناس بحيث يملون منه (ولا ألفِنَّك) -بضم الهمزة- أي: لا أجِدتَّك، كان حق الكلام أن يقول: لا تفعل كذا. والعدول إلى هذا سلوك طريق الكناية فإنه أبلغ (وانظر السجع من الدعاء فاجتنبه) قال الجوهري: الكلام المقفَّى وشرطه أن لا يكون موزونًا وهو في النشر كالبيت من الشعر.
فإن قلت: قوله: (فإني عهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لا يفعلونه) كيف يصح والسجع في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثير كقوله:"ولا يملأ عين ابن آدم إلَّا التراب، ثم يتوب الله على من تاب"؟. قلت: أراد التكلف في ذلك والذي وقع في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس من ذلك بل وقع من غاية السادسة والانسجام وقوله:(لا يفعلون إلا ذلك) أي: الاجتناب، وفي رواية الطبراني:"يفعلون ذلك" وهذا ظاهر.
باب ليعزم المسألة
٦٣٣٨ - هذه الترجمة بعض حديث الباب ومعنى العزم: القطع أي: ليجزم وليقطع، وقد شرحه بقوله بعد (لا تقل: اللهم إن شئت أعطيتني) إنما وجب الجزم لما في الحديث الآخر: "أنا عند ظن عبدي ابن فليظنَّ بي ما شاء" ولأن ما يتوهم من سوء الأدب من إكراه