رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مخالفًا لقولهم، ومنشأ غلطه قولُ ابن عمر لواسع: لعلك من الذين يصلون على أوراكهم؛ لأنه جهله، وخَفِي عليه أن واسعًا لو كان ناقلًا لم يتوجه إليه الاعتراض، لأنه روى ما سمعه.
باب: خروج النساء إلى البراز
١٤٦ - (يحيى بن بُكير) -بضم الباء على وزن المصغر- وكذا (عُقَيل)(أن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - كن يَخرجْنَ من الليل إذا تَبرزْنَ) أي: إذا أردنَ قضاء الحاجة. وقد تقدم في الباب قبله أن البِراز -بفتح الباء وكسرها- كناية عن قضاء الحاجة (إلى المناصع) وهو صعيدٌ أفيحُ.
قال الأزهري: المناصع مواضع مخصوصة خارج المدينة.
فإن قلتَ: كيف أفرد الضمير الراجع إلى الجمع؟ قلتُ: باعتبار كل جزء، أو المفرد الذي في ضمن الجمع.
(فخرجت سَوْدة بنت زَمْعَة) -بفتح الزاي وسكون الميم، وفتحها- تَزوَّجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد موت خديجة، ولما كبر سنها أراد فراقها. فقالت: لا تفارقني؛ فإني أُريدُ أنه أكون من أزواجك يوم القيامة واجعَلْ يومي منك لعائشة فرضي بذلك.
(فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودةُ، حرصًا على أن ينزل الحجاب) ظاهر هذا الكلام أن آية الحجاب إنما نزلت في قضية سَوْدة هذه، وسيأتي في رواية أنسٍ في تفسير