وزاي معجمة (اليد العليا خير من اليد السفلى) يأتي في الحديث أن اليد العليا هي المنفقة، والسفلى اليد السائلة، وفيه دلالة على أن الغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر، وقيل: العليا المتعففة، وقيل: العليا المنفقة، والسفلى المانعة، وقيل: العليا هي الآخذة، والسفلى هي المعطية، وهذه الأقوال الثلاثة إنما تستقيم إذا لم يكن ما في البخاري من أن العليا هي المنفقة من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ بل مدرجًا من الراوي، والا فلا يعارض نصَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء، لكن تضافرت الروايات المرفوعة على أنَّ العليا هي المنفقة؛ رواه أحمد وغيره، حتى كادت أن تتواتر، وأما قوله:"الصدقة تفوح ويد الرحمن أولًا". فلا يرد؛ لأنه مجاز عن القول، إنما الكرم في يد الآخذ، قال مشايخنا: الأعلى على الإطلاق المنفقة، ثم المتعففة، ثم الآخذ من غير سؤال، وأسفل الأيدي السائلة والمانعة.
قلت: المانعة أسفل من السائلة إن كان السؤال لحاجة.
(عن وهيب: حدثنا هشام) هذا تعليق روى الحديث فيه عن أبي هريرة، نقله تقوية لما رواه مسندًا عن حكيم، ويجوز أن يكون عطفًا على قوله: حدثنا وهيب داخلًا تحت الإسناد.
باب المنان بما أعطى
أورد الآية الكريمة ({الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى}[البقرة: ٢٦٢]، ودلالتها ظاهرة؛ إنه لم يجد حديثًا بشرطه، وقد روى مسلم عن أبي ذر