فإن قلت: فما معنى قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}[الحج: ٥٢]. قلت: قوله: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} صريح في أنه لم يصدر عنه شيء، وإنما خلط الشيطان صوته بصوته ابتلاءً من الله؛ ليعلم الصادق في الإيمان, ألا ترى إلى قوله:{لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}[الحج: ٥٣] ثم قال: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ}[الحج: ٥٤] ثم قال: {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ}[الحج: ٥٢] وهل ترى بيانًا أوضح من هذا لمن كان له قلب؟
باب [سجدة]{تَنزِيلٌ} السجدة
١٠٦٨ - (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الجمعة في صلاة الصبح:{أَلَم تَنرِيلٌ} السجدة و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}).
فإن قلت: ليس في الحديث أنه سجد فيها؟ قلت: تسمية أبي هريرة ألم السجدة يدل على أنه صار علمًا لها، بحيث لم يخف على أحد، على أنه جاء في رواية أبي داود أنه سجد فيها.
قال ابن بطال: أجمعوا على السجود فيها. وإنما الخلاف في أثناء الصلاة.
باب سجدة ص
١٠٦٩ - (سليمان بن حرب) ضد الصلح (أبو النعمان) محمَّد بن الفضل (حمّاد) بفتح