في جوابه:"وهل ترك لنا عقيل من منزل"؟ صريح في أنَّه لم ينزل في بيت من البيوت، وأجاب شيخنا بأن دخول بيت أم هانئ لم يكن بكونه منزلًا بل ليغتسل ويصلي.
قلت: هذا أحسن إلا أنَّه يلزم فيه تكرار صلاة الضحى في يوم الفتح، اللهم إلا أن يحمل اليوم على مطلق الوقت وفيه بُعد لا يخفى.
وأما قول ابن أبي ليلى: ما أخبرنا أحد أنَّه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الضحى غير أم هانئ، فلا يدل على قدمه. وقد أسلفنا في أبواب الصلاة عن جماعة رواية صلاة الضحى منهم: عتبان بن مالك وأبو هريرة.
٤٢٩٣ - (بشار) بفتح الباء وتشديد الشين (عن أبي الضحى) مسلم بن صبيح (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم).
فإن قلت: ما وجه إيراد هذا الحديث في غزوة الفتح؟ قلت: لما أنزل الله عليه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}[النصر: ١] وقال فيها: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}[النصر: ٣] فكان يسبِّح امتثالًا لأمر الله؛ إلا أن البخاري لو أخر هذا الحديث عن الحديث الذي بعده كان أظهر.
٤٢٩٤ - (أبو النعمان) -بضم النون- محمَّد بن الفضل (عن أبي بشر) -بكسر الموحدة وشين معجمة- اسمه: جعفر (عن ابن عباس كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر) أي: الذين كانوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بدر (فقال بعضهم لم تُدخل هذا الفتى ولنا أبناء مثله) القائل: عبد الرحمن بن عوف جاء صريحًا (فقال: إنه ممن علمتم) أي: من الفضلاء، وإن