للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِىِّ قَالَ نَظَرَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى رَجُلٍ يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنْهُمْ فَقَالَ «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا». فَتَبِعَهُ رَجُلٌ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى جُرِحَ، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ. فَقَالَ بِذُبَابَةِ سَيْفِهِ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، فَتَحَامَلَ عَلَيْهِ، حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ. فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا». طرفه ٢٨٩٨

٣٤ - باب الْعُزْلَةُ رَاحَةٌ مِنْ خُلَاّطِ السُّوءِ

٦٤٩٤ - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ حَدَّثَنِى عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ حَدَّثَهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ حَدَّثَنَا الزُّهْرِىُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِىِّ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِىٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ النَّاسِ خَيْرٌ قَالَ «رَجُلٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، وَرَجُلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ رَبَّهُ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ». تَابَعَهُ

ــ

الذي قاتل قتالًا (وكان من أعظم المسلمين عناءً) بالفتح والمدِّ أي: نفعًا (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شأنه: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا) وقد سلف حديثه مع شرحه في أبواب الجهاد في باب لا يقال فلان شهيد (فقال بذباب سيفه) -بالذال المعجمة- حدّه، ومعنى قال: جعل، كأنه يستعمل في سائر الأفعال.

فإن قلت: تقدم هناك أنه ذبح نفسه بنصل سهمه!؟ قلت: لا منافاة لجواز الجمع.

ومحصل الباب أن الإنسان يجب عليه أن لا يغير يحس العمل خوفًا من سوء العاقبة، قال بعض المشائخ إذا رأيت إنسانًا يقتل مسلمًا ظلمًا لا تقل في نفسك أن تكون خيرًا منه لاحتمال أن يتوب فيغفر له وتبتلى أنت من غير توبة.

باب العزلة راحة من خُلّاط السوء

بضم الخاء وتشديد اللام: جمع خالط كحفاظ في حافظ. روى في الباب حديثين:

٦٤٩٤ - الأول عن أبي سعيد الخدري (أن أعرابيًّا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الناس خيرٌ؟ قال: رجل جاهد بنفسه. ورجل في شعب من الشعاب يعبد ربَّه) والشعب -

<<  <  ج: ص:  >  >>