وقال أبو حنيفة وأحمد: يَضعهما تحت السّرة؛ لحديث رواه الدّارقطني، ولأنه أقرب إلى التواضع، وخيّر بعض العلماء بين الأمرين للحديثين.
وقال مالك: يرسلهما على طريق الخلقة، والأظهر عنده وضع اليمنى على اليسرى استحبابًا.
واتفقوا على أنه يضع بطن كفه اليمنى على ظهر كفه اليسرى، قابضًا على الكوع مع بعض الرسغ.
باب الخشوع في الصلاة
الخشوع: فعل الجوارح؛ لما في الحديث: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يعبث في الصلاة، فقال:"لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه" وقد يطلق مرادفًا للخضوع، وبه يشعر تفسير ابن عباس قوله تعالى:{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[المؤمنون: ٢].
٧٤١ - (عن أبي الزناد) -بكسر الزاي المعجمة بعدها نون- عبد الله بن ذكوان.
(قال: هل ترون ههنا قبلتي والله ما يخفى عليَّ ركوعكم ولا خشوعكم) الاستفهام للتقرير والتحقيق فإنهم يرون قبلته مشاهدة رأي عين. قال بعضهم: الاستفهام للإنكار، والمراد من القبلة إما المقابلة؛ وهي المواجهة، أي لا تظنون مواجهتي ههنا فقط، وإمّا فيه إضمار، أي: لا ترون بصري أو رؤيتي في طرف القبلة، وركاكةُ عبارته تدل على فساد ما تخيله في معنى الحديث، مع أنه غلط، إذ لو سلم أن الاستفهام للإنكار قوله:"لا تظنون مواجهتي" هنا فقط غلط؛ لأن أحدًا لم يخالف في أن مواجهتي إنما هي إلى ذلك الصوب، غايته أنه يراهم من ورائه كما يراهم من قدام بخرق العادة لا بالمواجهة.
وأما قوله:(لا ترون بصري أو رؤيتي في طرف القبلة) إن أراد نفي ذلك فهو معلومٌ