أبواب النكاح (ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب) أي: من لؤلؤ، والقصب: ما استطال من اللؤلؤ المجوف (ليذبح الشاة ثم يهدي في خلّتها) بضم الخاء أي: في أهل خلتها كما في الرواية الأخرى: "في خلائلها".
فإن قلت: ليس في الحديث ذكر لحسن العهد؟ قلت: هذا على دأبه من الاكتفاء بالإشارة، وقد سلف في الرواية الأخرى صريحًا، أشرنا إليها من رواية الحاكم والبيهقي.
باب فضل من يعول يتيمًا
٦٠٠٥ - قال ابن الأثير: يقال: عاله يعوله إذا قام بما يحتاج إليه من قوت وكسوة وغيرها، وهذا هو المراد من الكفالة في الحديث (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، قال بأصبعيه السبابة والوسطى) أي: أشار، قيل: يريد في دخول الجنة، لأن أحدًا لا يبلغ رتبته في الجنة، والأظهر أنه أراد زيادة الرتبة والشرف، وزيادة الوسطى على السبابة دل على علو مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، على أنه سلف في أبواب اللعان أنه لما قال هذا الكلام فرج بين السبابة والوسطى إشارة إلى التفاوت، وزاد البزار في روايته:"من كفل يتيمًا ذا قرابة، أو لا قرابة له".