٦٥٠٠ - (هُدبة) بضم الهاء وسكون الدال (همام) بفتح الهاء وتشديد الميم. (معاذ) بضم الميم آخره ذال معجمة (قال: بينا أنا رديف النبي - صلى الله عليه وسلم -[ليس] بيني وبينه إلّا آخره الرحل) بفتح الهمزة والمدِّ، وفي الرواية الأخرى:(مُؤْخِرة الرحل) بضم الميم وسكون الهمزة بكسر الخاء: الخشبة التي يستند إليها الراكب. قال الجوهري: الرجل للبعيد دون البقية وعلى هذا إطلاقه على رحل الحمار مجاز على إطلاق المقيد على المطلق. (لبيك وسعديك) قد أسلفنا مرارًا أن معناه: إجابة بعد إجابة وإسعادًا بعد إسعادٍ، على أن التثنية للتكرير (هل تدري ما حق العباد على الله) العبد لا يستحق على مولاه في مقابلة عمله شيئًا والمراد به: ما وعده على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الثواب وسمّاه حقًّا على المشاكلة، ولأنه لا يخلف الميعاد فكان ما وعده حقًّا.
فإن قلت: أين في الحديث [ما] يدل على المجاهدة؟ قلت: هذا على دأب البخاري من الاستدلال بما فيه خفاء وقد سلف في الرواية الأخرى أن معاذًا قال: "أفلا أبشر الناس؟ قال: دعهم يعملون" وفي رواية أخرى: "فلا تبشِّرهم فيتَّكلوا فحدَّث به معاذ قال عند موته