٢١ - باب (قُلْ أَىُّ شَىْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ)
وَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ شَيْئًا. وَسَمَّى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - الْقُرْآنَ شَيْئًا وَهْوَ صِفَةٌ
ــ
ولازم الشيء ليس بلازم، ووقع لابن بطال لا أحد. قال شيخ الإسلام: لا شك أنه يغير.
فإن قلت: ليس في الباب لا شخص أغير من الله؟ قلت: قوله: "والله أغير مني" في معناه؛ لأنه لا يمكن أن يكون أحد من البشر أغير من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والغَيْرة بفتح العين وسكون الياء، قال ابن الأثير: الحميّة والأنفة.
٧٤١٦ - (أبو عوانة) -بفتح العين- الوضاح (وَرّاد) بفتح الواو وتشديد الراء (قال سعد بن عبادة) بضم العين وتخفيف الباء الو رأيت رجلًا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح) بفتح الفاء وكسرها. يقال: ضربه مصحفة إذا ضربه بسيفه بغير حده بل بجانب منه (لا أحد أحب إليه العذر) هو التوبة هنا يدل عليه قوله بعده: (من أجل ذلك بعث المنذرين والمبشرين) باعتبار تغاير الصفات دل عليه قوله في رواية مسلم "رسلًا مبشرين ومنذرين" لينذروا الناس من عقابه، ويبشروهم بالله ({وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}) قال بعض العلماء: أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الكلام الرد على سعد بن عبادة لما قال مقالته بأن الله أغير من كل أحد، ومع ذلك يقبل العذر، فكيف تقدم أنت على القتل؟ وهذا ليس بشيء فإن السياق يأباه ألا ترى قوله:(أتعجبون من غيرة سعد) فإنه ساقه مدحًا. وأما أنه يقدم سعد عن سفك دم بغير حق فهو أبعد، وهذا كلام صدر منه مثله في قصة الإفك حمية لما جعل الله فيه الغيرة جبلة.
باب {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً}[الأنعام: ١٩]
(فسمى نفسه شيئًا) هذا ظاهر من الآية، وأما قوله:(سمى النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن شيئًا) وهو