فكتبه في الحجر نقشًا لئلا يفسده الماء، وميل البخاري أيضًا إلى ما قلنا، ولذلك وضع باب ذكر إدريس بعد باب ذكر إلياس (وقول الله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}[مريم: ٥٧] أي: آتيناه النبوة، فإنها كمال البشر، والرفع إلى السماء، وأمَّا ما يقال إنه صاحب ملك الموت، وتدرج معه إلى أن استأذنه في قبض روحه، ثم دخول الجنة مع خرافات أُخر، فلا يصحُّ، وذلك أن أوُّل من يأخذ بحلقة باب الجنة هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إجماعًا من أهل القبلة".
٣٣٤٢ - ثم روى حديث الإسراء، ورؤيته الأنبياء، وقد سلف الحديث في أول كتاب الصلاة، وبينا هناك وجه التوفيق بين الأحاديث المخالفة في مراتب الأنبياء، وتعدُّد أماكنهم، وإنما رواه هنا لكونه ذكر فيه إدريس في السماء، والذي يدل على أنه ليس في الجنة هذا الحديث، وإلا لقال: رأيته في الحنة.
(بطست) قال ابن الأثير: التاء فيه بدل عن السين (قال: أرسل إليه) أي: للعروج، وإلا كانوا عالمين برسالته (أسودة) جمع سواد، وهو الشخص، لأنه يُرى سوادًا من بعيد