(يمرقون) من الذين كما يمرق السهم من الرمية) -بفتح الراء وكسر الميم وتشديد الياء- الصيد المرمي (لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد) أي: كما قتل الله عادًا، حيث لم يبق منهم أحدًا قال تعالى:{فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ}[الحاقة: ٨] هذا وجه الشبه، فمن قال: إن عادًا فاعل القتل؛ لأن عادًا مشهورون بالعزة، فقد التبس عليه وجه الشبه وإنما لم يمكن خالدًا من قتله؛ لأنه كان يظهر الإيمان، فلا يقال إن محمدًا يقتل أصحابه.
باب قول الله تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ}[الكهف: ٨٣]
السائل يهود، ولم يكن له ذكر في التوراة إلا في موضع واحد، وذو القرنين اسمه إسكندر، من أولاد عيصو بن إسحاق، وليس قابلدار، ذاك ابن فيلقوس فلسفي تلميذ أرسطو، وهذا إما وليٌّ أو نبيٌّ، والثاني هو الظاهر، لقوله تعالى:{يَاذَا الْقَرْنَيْنِ}[الكهف: ٨٦] وإنما لُقب بهذا؛ لأنه ملك المشرق والمغرب، والقرن: طرف الشيء، وقيل: كان في رأسه شبه القرنين، وقيل: رأى في النوم أنه أخذ بقرني الشمس.
(عن ابن عباس الصدفين والسدين الجبلين) -بضم الصاد والسين وفتحهما وبضم دال