باب إذا قال الرَّجل لوكيله: ضعه حيث أراك الله، وقال الوكيل: قد سمعت ما قلت ٢٣١٨ - (يحيى بن يحيى) هذا هو الخُرَاسَانِيّ المحدث الجليل، قال الذهبي: أحد الأعلام، نيسابوري، يروي عن مالك وزهير بن معاوية، وأمّا يحيى بن قيس الغساني يروي عن أبي إدريس وسعيد بن مسيب، وعنه محمَّد بن راشد وابن عيينة، فهذا أقدم من ذاك زمانًا؛ لأن ذاك من شيوخ البُخَارِيّ ومسلم، والغساني ليس لمسلم ولا البُخَارِيّ عنه رواية.
(كان أبو طلحة كثر أنصاري مالًا) لم يقل أكثر الْأَنصار لئلا يتوهم أن التفضيل من حيث الجملة، فلا يستدعي تفضيله باعتبار كل فرد.
(وكان أحب أمواله إليه بيرحاء) فيه لغات تقدم ضبطها في كتاب الزكاة وغيرها، أشهرها فتح الباء الموحدة، وسكون المثناة تحت، وفتح الحاء مع المد والقصر: اسم حديقة، مستقبلة قبلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قال أبو طلحة: إنها صدقة لله) أي: لوجه الله خالصًا (أرجو برّها وذخرها) البر: الثواب، والذخر: بالذال المعجمة ويقال على طريقة إبدال المعجمة بالمهملة أَيضًا، والذخر في الأصل مصدر ذخر، والمراد به الحاصل بالمصدر، وهو ما يدخر ليوم الحاجة (فضع يَا رسول الله حيث شئت) هذا موضع الدلالة على الترجمة، فإنَّه توكيل منه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكن مع حسن الأدب، ورعاية مقامه في الخَطَّاب (قال: بخ) بالباء المفتوحة والخاء المعجمة المشددة يُنون ولا يُنون ويُسكن ولا يسكن، كلمة تقولها