لأنها من الأعراض النفسانية. فالمراد ما يلزمها؛ وهو: الإعراض، فإن من ملّ شيئًا أعرض عنه، وقد استوفينا الكلام عليه في باب أحب الدين إلى الله في كتاب الإيمان.
وفي الحديث دلالة على كراهة التشديد والتعمق في العبادات بحيث يؤدي إلى السآمة، وأن العالِمَ بقبح الشيء يجب عليه النهي عنه.
باب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه
١١٥٢ - (عباس بن الحسين) بفتح الموحدة المشددة (مبشر) بكسر الشين المشددة (الأَوْزَاعِيّ) -بفتح الهمزة- عبد الرَّحْمَن شيخ بلاد الشَّام في زمانه (محمَّد بن مقاتل) بكسر التاء.
(يَا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل) فلان: كناية عن علم معين؛ فإما أن يكون هذا لفظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما هو دأبه في المواعظ من الإبهام، أو سمّاه ولم يحفظه الراوي، وأما حمله على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقصد بقوله:"فلان" شخصًا معينًا؛ ففيه نظر، لما قلنا إنه كناية عن علم معين.
(ابن أبي العشرين) -بكسر العين- لفظ العدد؛ هو عمرو بن الحكم، كاتب الأَوْزَاعِيّ.
(وتابعه عمرو بن أبي سلمة عن الأَوْزَاعِيّ) أي تابع عبد الله (وقال هشام) هو ابن