مهملة (أخبرني، قال: سمعت أبا عمرو الشيباني) كذا وقع [في] كل النسخ.
قال بعض الشارحين: توجيهه أن الوليد مبتدأ وأخبرني خبره وقال بدل عنه، والمجموع خبر المبتدأ، والأحسن أن يقال: أخبرني خبر المبتدأ، وقوله: قال: سمعت أبا عمرو .. إلى آخره استئناف على تقدير سؤال؛ وهو أن يقال: بماذا أخبرك صاحب هذه الدار؟ (وأشار إلى دار عبد الله) هو ابن مسعود (سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيّ العملِ أحبُّ إلى الله) محبة الله عملَ العبد قبولُه، وإعطاءُ الثواب عليه وكلما كان العمل أفضل كانَ الثوابُ عليه أجزلَ (قال: الصّلاة على وقتها).
فإن قلت: الترجمة: الصلاة لوقتها باللام، وفي الحديث بـ على؟ قلت: كلاهما حسن، "اللَّام" تفيد الاختصاص، و"على" تدل على الاستعلاء وكمال التمكن؛ والمراد: أول الوقت، كما جاء في رواية أبي داود وغيره "أفضل الأعمال الصَّلاة في أول وقتها" لكنّ على أدل على ذلك. (ثمّ أيٌّ): بالتنوين، عوضًا عن المضاف إليه، و"ثم" للتراخي في الشرف.
فإن قلت: سبق في كتاب الإيمان أن أفضلَ خصال الإيمان أن تطعم الطعام؟ قلت: أشرنا هناك إلى الجواب، بأنّ الاختلاف في الجواب باعتبار حال السَّائل.
(ولو استزذتُّه لزادني) هذا من كلام ابن مسعود، أي: لو سألته عن مراتب سائر الأعمال لذكرها؛ لكونه عالمًا بمراتب الكل.