٧٣١١ - هذا كلام البخاري، وروى الترمذي عن البخاري قال: سألت علي بن المديني قال: هم أهل الحديث، وهذا هو الذي يعتمد؛ لأن المراد من الظهور الغلبة على الخصم، وذلك إنما يكون بالحجة؛ لأن السيف بدون الحجة كما قيل بحرّاف لاعب. وقال الشافعي: من حفظ الحديث قويت حجته، وقد أشرنا مرارًا إلى أن هذا الحديث لا يعارضه حديث:"لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس" لأن آخر الحديث (حتى يأتي أمر الله) غاية لبقاء هذه الطائفة، والمراد بأمر الله الريح الطيبة التي تقبض كل مؤمن كما صرح به في الحديث، وما يقال: معناه أن يكون الشرار أغلب فاسد لأن رواية مسلم "إلا على شرار الناس" بصيغة الحصر.
٧٣١٢ - (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم ويعطي الله) وفي الرواية الأخرى: "والله المعطي" وهذه الرواية أبلغ، يريد أن تبليغه عام، وهو المراد بقوله:"إنما أنا قاسم" ولكن الله جعل لبعض الناس زيادة القابلية وفهم ما، قال الشاعر في هذا المعنى:
ولكن تأخذ الأذهان منها ... على قدر القرائح والفهوم
قال بعض الشارحين:"خيرًا" في الحديث عام لأنه نكرة في سياق النفي، وهذا سهو منه. أما أولًا فلأنه لا نفي في الحديث، وأما ثانيًا فلأن الفقه في الدين ليس كل خير بل إذا