للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَانْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ. قَالَ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ لَا يَسْأَلُنِى عَنْ شَىْءٍ، وَلَا أُخْبِرُهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ لأَسْأَلَ عَنْهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يُخْبِرُنِى عَنْهُ بِشَىْءٍ. قَالَ فَمَرَّ بِى عَلِىٌّ فَقَالَ أَمَا نَالَ لِلرَّجُلِ يَعْرِفُ مَنْزِلَهُ بَعْدُ قَالَ قُلْتُ لَا. قَالَ انْطَلِقْ مَعِى. قَالَ فَقَالَ مَا أَمْرُكَ وَمَا أَقْدَمَكَ هَذِهِ الْبَلْدَةَ قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنْ كَتَمْتَ عَلَىَّ أَخْبَرْتُكَ. قَالَ فَإِنِّى أَفْعَلُ. قَالَ قُلْتُ لَهُ بَلَغَنَا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ هَا هُنَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِىٌّ، فَأَرْسَلْتُ أَخِى لِيُكَلِّمَهُ فَرَجَعَ وَلَمْ يَشْفِنِى مِنَ الْخَبَرِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَلْقَاهُ. فَقَالَ لَهُ أَمَا إِنَّكَ قَدْ رَشَدْتَ، هَذَا وَجْهِى إِلَيْهِ، فَاتَّبِعْنِى، ادْخُلْ حَيْثُ أَدْخُلُ، فَإِنِّى إِنْ رَأَيْتُ أَحَدًا أَخَافُهُ عَلَيْكَ، قُمْتُ إِلَى الْحَائِطِ، كَأَنِّى أُصْلِحُ نَعْلِى، وَامْضِ أَنْتَ، فَمَضَى وَمَضَيْتُ مَعَهُ، حَتَّى دَخَلَ وَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ

ــ

وليلة؟ قلت: هذه الرواية أيضًا رواها مسلم، ووجه الجمع أنه أقام على ذلك ثلثين يومًا ولم يتفق له الاجتماع به إلا مع علي، ويدل على ذلك قوله هنا: وأشرب ماء زمزم، وأكون في المسجد، ثم أردفه بمرور علي عليه.

فإن قلت: في رواية مسلم: إني تضعفت رجلًا، فقلت: أين هذا الذي دعوني الصابئ؟ فوقع عليَّ أهل الوادي فضربوني؟ قلت: قصة علي بعد هذا، فإنه أسلم فعاد وخرج عنهم بالتوحيد.

فإن قلت: ذكر في رواية أيضًا أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وضيفة من زبير لطائف، وقال: ذاك أول طعام أكلته بمكة، وفي رواية ابن عباس أن عليًّا أضافه ثلاثة أيام؟ قلت: ليس في روايته أنه أكل عنده شيئًا.

فإن قلت: إذا كانت قصة عليٍّ متقدمة فما معنى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"من أنت"؟ قلت: كان ليلًا لم يَرَ شخصه.

هذا ملخص كلام شيخنا، والظاهر أن قصة عليٍّ بعد هذا، فإنه سأله من أنت؟ فقال نبي، وأسلم وليس في قصة أبي بكر ذكر إسلامه، وأيضا كونه في بيت عليٍّ ثلاث ليال ولم يأكل عنده طعامًا في غاية البعد. (أما نال للرجل) ويروى: إن وكذا يروي: أَنِيَ، والكل بمعنى القرب (هذا وجهي إليه) أي: توجهي وذهابي (ودخلت معه على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت:

<<  <  ج: ص:  >  >>