١١٩٦ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِى خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «مَا بَيْنَ بَيْتِى وَمِنْبَرِى رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِى عَلَى حَوْضِى». أطرافه ١٨٨٨، ٦٥٨٨، ٧٣٣٥
ــ
١١٩٦ - (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) ترجم على القبر، وأورد الحديث بلفظ "البيت" إشارة إلى الاتحاد معنى.
قال القرطبي: رواية البيت رواية صحيحة، ورواية القبر رواية بالمعنى.
قلت: لا يلزم ذلك؛ لأنه علم أنّ هناك قبره؛ كما قال للأنصار:"فيكم أحيا، وفيكم الممات".
الروضة: المكان الذي فيه الأنهار والأشجار، من الروض، وهو الاتِّساع، والحوض لغة: الاجتماع، غلب على المكان الذي يجتمع فيه الماء، والكلام محمول على الحقيقة عند المحققين، فإن الجنة مخلوقة، وسيأتي في البخاري:"إني أنظر إلى حوضي الآن" ومعناه: أن لو أزيل حاجز الأرض كان منبره على جنب حوضه؛ كما دل عليه قوله:"إني لأنظر إلى حوضي" أو يجعل ذلك التراب الذي بين بيته ومنبره روضته.
وذهب بعض العلماء إلى أن الكلام مجاز؛ والمعنى: أن العبادة في ذلك المكان موصلة إلى رياض الجنة.
ومنبره هذا الذي كان يخطب عليه ينصب له يوم القيامة على جانب الحوض، ويجلس عليه حتى ترد عليه أُمته، غايته أن الله يزيد في ذلك المنبر ما يليق بجلالة قدر صاحب المنبر - صلى الله عليه وسلم -.