(فقالت أم سلمة: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنهما ثم رأيته يصليهما حين صلى العصر وعندي نسوة من بني حرام، فأرسَلْتُ إليه الجارية، قال: يا ابنة أبي أمية سألتِ عن الركعتين بعد العصر، وإنه أتاني ناس من عبد القيس فشغلوني عن الركعتين بعد الظهر هما هاتان).
فإن قلت: حديث أم سلمة دل على أن هذا كان مرة؛ لأنه قضى ما فاته، وحديث عائشة دلّ على استمراره عليها إلى أن فارق الدنيا؟ قلت: أجابوا بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عمل عملًا داوم عليه.
وفي الحديث دلالة على أنّ النوافل تقضى، وموضع الدلالة على الترجمة: فأشار إليها، فإنه أشار وهو في الصلاة لقول أم سلمة: فلما انصرف، أي: فرغ من صلاته.
فإن قلت: كيف كانت عائشة تصليهما مع أنّ ابن عباس وعمر كانا يضربان الناس عليهما؟ قلت: لم تدر أن ذلك من خواصّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فإن قلت: ما الدليل على كونهما من خواصّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: قول أم سلمة: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنها، ولم كان ضرب عمر الناس وابن عباس لو لم يكن من الخواصّ؟ وقد سلف في المواقيت حديث ابن عباس: شهد عندي ناس مرضيون وأرضاهم عمر" الحديث.