فإن قلت: ليس فيه ذكر عذاب القبر الذي ترجم له؟ قلت: رواه مختصرًا على دأبه من الاستدلال بالخفي، وله تتمة ذكر فيها عذاب الكافر. هذا والحق أن الآية دالة عليه؛ لقوله تعالى:{وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}[إبراهيم: ٢٧] فإنه في مقابلة قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}[إبراهيم: ٢٧] ولذلك قال: الآية نزلت في عذاب القبر.
١٣٧٠ - (اطلع النبي - صلى الله عليه وسلم - على القليب) القليب: بئر لم توطأ، فعيل بمعنى المفعول، والمراد قليب بدر، اللام فيه للعهد، بل صار كالعلم بالغلبة حتى لا يفهم غيره عند الإطلاق. (فقال: وجدتم ما وعد ربكم حقًّا فقيل: أتدعو أمواتًا؟) أي: تخاطب، والقائل عمر، جاء في الرواية الأخرى صريحًا.
١٣٧١ - (عن عائشة: إنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنهم ليعلمون) أن الذي قلت لهم كان حقًّا (وقد قال الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}[النمل: ٨٠]) هذا الرّد من عائشة ليس بمسلم لأن المثبت مقدم على النافي، والآية التي استدلت بها لا دلالة فيها؛ لأن صدرها {إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ}[فاطر: ٢٢]، وأما قوله:{وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}[فاطر: ٢٢] كلام جار على