أثواب بيض سحولية) -بفتح السين- نسبة إلى القصار، أو قرية بيمن، وبالضم أيضًا قيل: اسم تلك القرية، قال ابن الأثير: بالضم جمع سحل؛ وهو: الثوب الأبيض النقي (قال: في أي يوم توفي رسول الله؟. قالت: يوم الإثنين) سؤاله عن كمية كفنه وموته في أيّ يوم دل على أنه كان في شدّة من المرض (قال: أرجو فيما بيني وبين الليلة) أي: أرجو الموت؛ أي: بين هذه الساعة وبين الليل، رجاء أن يكون موته موافقًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مثل ذلك اليوم، ولم يكن مقدرًا وفق رجائه.
قال ابن عبد البر: الأكثرون على أنه مات يوم الثلاثاء. ونقل شيخنا أبو الفضل ابن حجر عن ابن المنير: أن الحكم في تأخر موته عن يوم موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قام بالأمر بعده.
قلت: وكذلك اتفق لعمر فإنه مات يوم الأربعاء، ذكره ابن عبد البر، وفيه رمز إلى مراتبهم أيضًا.
(فنظر إلى ثوب عليه كان يمرض فيه) -بضم الياء وتشديد الراء- من التمريض؛ وهو: تعاهد المريض والقيام عليه به (ردع من زعفران) أي: أثر ولطخ (اغسلوا أثري هذا) إمّا لإزالة ذلك الردع؛ أو مبالغة في التنظيف (إن الحي أحق بالجديد إنما هو للمهلة) -بضم الميم- الصديد وكذا بكسر الميم والفتح. وقيل: يعود الضمير إلى الجديد، والمهلة: البقاء؛ أي: إنما هو للبقاء، والكفن للتراب والبلى.
فإن قلت: في رواية مسلم: "إذا كفَّن أحدكم أخاه فليحسن كفنه"؟ قلت: ليس فيه دلالة على أن شرطه أن يكون أحسن موجود، ولا شك أن قميص الصديق كان حسنًا، وربما كان معه في بعض الغزوات والحروب.