اسمه عبد الله، وقيل: اسمه جميل، وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥)} [التوبة: ٧٥]، ولقد أوردنا قصته في تفسيرنا "غاية الأماني"، فليطالع.
ثم أجاب عن شكواهم عن خالد بأنه وقف أدراعه وأعتده، ويروى: أعتده بفتح الهمزة وضم التاء- جمع عتاد: آلة الحرب، بأنه قد وقف الذي تطلبون زكاته منه، وقيل: معناه أن خالدًا إذا كان قد وقف آلات حربه في سبيل الله كيف يتصور منه منع الزكاة؛ وقيل: معناه أن خالدًا من الغزاة وله في سهم الغزاة هذا الذي صرفه من ماله على نفسه. هذان الوجهان ذكرهما الخطابي، ولا يخفى ضعفهما.
(وأما العباس بن عبد المطلب فهي عليه صدقة) وفي بعضها: "عليَّ ومثلها معها" اختلفوا في معنى هذا الكلام، قال البيهقي: كيف تكون الصدقة على العباس وهو هاشمي؟.
قال المنذري: ربما كان ذلك قبل حرمة الصدقة على بني هاشم. والصواب: أن المراد من هذا الكلام أنَّ العباس كان قد أدى زكاة تلك السنة والتي بعدها، قدم قبل الوقت، فالجار متعلق بالوجوب؛ لا بصدقة، والدليل على هذا هو الذي رواه الترمذي وأبو داود عن علي بن أبي طالب أن عباسًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأخذ منه زكاة العامين تعجيلًا دفعًا لحاجة المساكين. ويؤيدها الرِّواية الأخرى؛ فهي على أنه كان قد أخذها وصرفها في المصارف.
وقيل: كان العباس من الغارمين؛ لأنه كان قد استدان لفدائه وفداء عقيل يوم بدر، وهذا شيء لا يصح؛ لأن شرط الغارم أن [لا] يكون هاشميًّا، قال الرافعي: ويشترط فيمن تصرف إليه الزكاة أن لا يكون هاشميًّا، أيَّ صنف كان، وقولهم: إنه كان قد استدان يوم بدر أيضًا ليس له صحة، ذكر أهل السير أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليس لي مال إن كنت مكرهًا