١٦٨٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى رَجُلاً يَسُوقُ بَدَنَةً فَقَالَ «ارْكَبْهَا». فَقَالَ إِنَّهَا بَدَنَةٌ. فَقَالَ «ارْكَبْهَا». قَالَ إِنَّهَا بَدَنَةٌ.
ــ
وهنا هو المراد، بقرينة الركوب، واشتقاق اللفظ من البدانة، وهي: الجسامة؛ لأنهم كانوا يسمنون الضحايا والهدايا.
(وقول مجاهد: سميت البُدْن لبُدْنها) كلاهما بضم الباء وسكون الدَّال، الأول جمع بدنة، والثاني مصدر، قاله الجوهري.
فإن قلت: استدل بالآية على جواز ركوب البدن، فأين وجه الدلالة؟ قلت: موضع الدلالة قوله: {لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ}[الحج: ٣٦] فإنه يشمل الرّكوب وغيره؛ لكونه مذكورًا قبل النحر.
(والمعتر الَّذي يعتر بالبدن من غني أو فقير) أي: يتعرض لها من غير سؤال وطلب صريح. والقانع: الَّذي يرضى بما عنده، ولا يطلب، ولا يتعرض، من قنع بالكسر، وقيل: هو السائل، من قنع بالفتح.
١٦٨٩ - (وعن أبي الزناد) بكسر الزاي بعدها نون.
(رأى رجلًا يسوق بدنة، فقال: اركبها. قال: إنها بدنة) ظن أن كونها بدنة يقصد بها التقريب إلى الله مانع من الرُّكوب، فلما أعاد عليه الكلام بعد علمه بأنه بدنة فلم يطعه فيما أَمر