(خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا النَّاسُ أَوزاع) بفتح الهمزة أي: جماعات مُفرّقون؛ لا مفرد له من لفظه (يصلي الرجل لنفسه) أي: منفردًا (ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط) بين الثلاثة إلى العشرة في الرّجال خاصّة، وقيل: إلى أربعين، وقد شاع في إطلاقه إلى أكثر (فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل) من رؤية القلب، والجملة قامت مقام المفعولين بتقدير أَنْ قال الجوهري: يقال فلان أمثَلُ بني فلان؟ أي: أقربهم إلى الخير (فجمعهم على أبي بن كعب) لأنّه أقرأُ الصحابة؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقرؤكم أُبَيّ"(ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلّون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه) إنما سمّاها، بدعةً لأنها لم تكن في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فإن قلت: ففي الحديث: "كل بدعة ضلالة "؟ قلت: أراد بدعة لا أصل لها في الإسلام؛ بدليل قوله:"من سنَّ سُنَّةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة".
(والتي ينامون عنها أفضل) يريد القيام آخر الليل، وقد سلف في باب التهجد الأحاديث في فضل القيام.