قال: كاتبت أمية بن خلف بأن يحفظني في صاغيتي) بالصاد المهملة والعين المعجمة، قال ابن الأثير: الصاغية خاصة الإنسان والمائلون إليه، اشتقاقه من الصُّغو -بضم الصاد وغين معجمة وتشديد الواو- وهو الميل (فلما كان يوم بدر خرجت) أي: من بين الجيش (إلى جبل لأُحرزه) بضم الهمزة أي: لأحفظه؛ لأنه لم يكن في القتلى ولا في الأسرى (فأبصره بلال) فخرج حتَّى وقف على مجلس الْأَنصار (فقال: أمية بن خلف) أي: هذا أو هنا (لا نجوْتُ) دعاء على نفسه، والغرض حثّ الْأَنصار على قتله (وكان رجلًا ثقيلًا، فلما أدركونا قلت له: ابرك) أراد أن يلقي عليه نفسه عسى عن أن يرجعوا عنه، فأبوا إلا قتله (فتجلّلوه بالسيوف) بالجيم كذا للأصيلي وأبي ذر؛ أي: علوه وغشوه؛ ولغيرهما بالخاء المعجمة أي: أدخلوا السيوف من كل جانب، ولذلك أصابوا رجله بالسيف.
فإن قلت: أين موضع الدلالة؟ قلت: هو كتابه لأمية بأن يحفظ صاغيته.
فإن قلت: كيف لم يقبلوا أمان عبد الرَّحْمَن لأمية وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ذمة المسلمين واحدة"؟. قلت: ليس في الحديث أنَّه أمنه، أو لم يعرف الْأَنصار سراية أمانه ونفاذه.