(وحمزة بن عبد المطلب يشرب في ذلك البيت الذي أنخت الشارفين ببابه معه قينة) -بفتح القاف وسكون الياء- أي: مغنية (فقالت:
ألا يا حمز للشرف النواء)
يجوز في زاي حمزة الضم والفتح، وكذا في كل منادى مرخم. الشرف جمع شارف؛ الناقة المسنة. والنواء: جمع ناوية؛ وهي: السمينة. وتمام البيت:
وهن معقلات بالفناء
بكسر الفاء والمد، ما امتد من جوانب البيت، وبعده بيتان آخران:
فرع السكين في اللبات منها ... وضرجهن حمزة بالدماء
وعجل من أطايبها الشراب ... قديرًا من طبيخ أو شواء
(فثار إليهما حمزة) بالثاء المثلثة من الثوران: قام مسرعًا (فجب أسنمتهما) أي: قطع (وبقر خواصرهما) بتخفيف القات أي: شق (فذهب بها) أي: بالأسنمة والأكباد، والجمع باعتبار الأجزاء؛ كما في:{صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}[التحريم: ٤](قال: على فنظرت إلى منظر أفظعني) أي: أوقعني في أمر فظيع كريه (فدخل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنيظ عليه) أي: أظهر غيظًا شديدًا (فرفع إليه حمزة بصره، وقال: هل أنتم إلا عبيد آبائي) هذا كلام السكران بلا شعور به (فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقهفر) أي: رجع القهقرى لئلا يصيبه حمزة بمكروه لما سمع منه ذلك الكلام، ألا ترى أنه جعل سيد المرسلين عبدًا للمشركين عبدة الأوثان.
وموضع الدلالة في الحديث قول علي:"وأنا أريد أن أحمل عليهما إذخرًا".