حنيفة؛ فإنه قال: الكفر ملة واحدة؛ ولهذا يرث بعضهم من بعض. واستدل البخاري على ذلك بحديث أبي هريرة:(لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم) ووجه الدلالة أن قبول شهادتهم يستلزم تصديقهم.
٢٦٨٥ - استدل أيضًا بحديث ابن عباس:(إن كتابكم الذي أنزل على نبيه أحدث الأخبار بالله) أفعل تفضيل؛ أي: أقرب نزولًا، فلا يحتمل ما يحتمله غيره من التغيير (تقرؤونه محضًا) أي: خالصًا (لم يشب) بفتح الياء على بناء المجهول، من شابه خلطه (وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله) هذا موضع الدلالة؛ فإنّ من يبدل كلام الله كيف يقبل قوله في حق من الحقوق (ولا والله ما رأينا رجلًا منهم قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم).
قال بعض الشارحين: لا في قوله: ولا والله، إما زائدة؛ وإما تأكيد لما قبله، أو لما بعده، هذا كلامه، وهو غلط من وجهين:
الأول: ترديده بين الزائدة والتوكيد، والصواب: زائدة للتأكيد.
الثاني: تأكيد لما قبله، فإن التأكيد إنما يكون لما دخل كقوله تعالى:{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}[البلد: ١]، {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}[النساء: ٦٥].