للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَعَمْرٍو، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ، وَمَاذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِنِ، أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ». [الحديث ١١٥ - أطرافه في: ١١٢٦، ٣٥٩٩، ٥٨٤٤، ٦٢١٨، ٧٠٦٩].

ــ

المؤمنين، كانت ذات منزلةٍ عظيمة عنده. رُوي عن عمر بن الخطاب أنَّه قال لأم المؤمنين حفصة: لا ذلك حب عائشة، ولا جمال أم سلمة (وعمروٍ) بالجر عطف على معمر (عن امرأة عن أم سلمة) هذه المرأة هي المتقدمة آنفًا فليس الرواية عنها من قبيل [المبهم].

(استيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة) لفظ الذات معجم تزيينًا للكلام. وقيل: للتأكيد، وليس محل التأكيد، وقال صاحب "الكشاف": من إضافة المسمى إلى الاسم، وذلك باعتبار مفهوم الذات، والحق أنَّه من إضافة العام إلى الخاص.

(سبحان الله، ماذا أُنزل الليلةَ من الفتن) انتصاب سبحانَ على المصدر وهو علم التسبيح، وعلميته لا تنافي الإضافة كما سبق منا تحقيقُه، وما، في: "ماذا": استفهامية، وذا موصولة بمعنى الَّذي، والغرضُ: التعجب من كثرة ما نزل.

فإن قلت: أيّ فتن نزلت ولم يقع في زمانه شيء من الفتن؟ قلت: أطلعه الله تعالى على ما يقع في الأرض فأخبر عنها بالنزول لتحقق وقوعها مثل: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ} [الأعراف: ٤٤] وكذا الخزائن وهي التي حصلت لأمته بعده من الخير والأموال الجزيلة.

(أيقظوا صواحب الحُجَر).

فإن قلت: لمن يخاطب بـ: "أيقظوا" وهو في فراش أم سلمة؟ قلت: لمن يصلُحُ أن يكون مخاطبًا.

فإن قلتَ: ما المرادُ بصواحب الحجر؟ قلتُ: أزواجُه الطاهرات لأنهن أقربُ الناس إليه، ورعيته الواجبة الرعاية.

(فرُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٌ في الآخرة) رُبَّ: وإن كان موضوعًا للتقليل، إلا أنَّه للتكثير هنا وفي أكثر الاستعمالات، ومعنى الحديث أن ستر الآخرة بالأعمال الصالحات، وكم امرأةٍ في الذهب والحرير وهي عديمة الأعمال مكشوفة الحال يوم القيامة، نعوذ بالله من

<<  <  ج: ص:  >  >>