أقام، ولكن الفضل لمن هاجر قبل الفتح. ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصفوان بن أمية لما أراد الهجرة بعد الفتح:"مَضَت الهجرة لأهلها يا أبا أمية"، أرادَ فضلَ الهجرة.
(ولكن جهاد ونية) أي: إن فاتت تلك الفضيلة، فالأخرى باقية إلى آخر الدهر. والنية: قصد التقرب إلى الله تعالى. يجوز أن يريد نية الجهاد أو أعم (وإذا استنفرتم فانفروا) يشير إلى أن الجهاد فرضُ كفاية، وربما يصير فرض عين.
٢٧٨٤ - (عن عائشة بنت طلحة عن عائشة) أم المؤمنين (تُرى الجهاد أفضل الأعمال) بالتاء الفوقانية، أي: من جملتها. لا بُدَّ من هذا القيد ليوافق سائر الروايات.
(لَكُنَّ أفضل الجهاد حجٌّ مبرور) بفتح اللام الجارة وضم الكاف وتشديد النون ضمير جماعة الإناث. والحج المبرور، قال ابن الأثير: هو الذي لا يخالطه شيء من المأثم، وقيل: هو المقبول المقابل بالبر، وهو الثواب، يقال: برَّ حجُّ زيدٍ. وبرَّ حجَّه، لازم ومتعدٍّ وأبرَّ الله حجَّه برًّا، بكسر الباء.
فإن قلت: ما معنى قوله: "أفضل الجهاد الحج المبرور" والحج ليس من جنس الجهاد؟ قلت: لفظ الجهاد ذكر مشاكلة، والتقدير: لكن أفضل الأعمال، أو أفضل من الجهاد.
فإن قلت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يجاهدون بنسائهم؟ قلت: الكلام إنما هو في الوجوب، إذ لم يكن عليهن، كما كتب على الرجال، ولفظ ترى في النسخ المعول عليها بتاء الخطاب والنون، له وجه ظاهر.
٢٧٨٥ - (إسحاق) كذا وقع غير منسوب، قال الغساني: هو ابن منصور، أو ابن