الصلاة من طريق أبي اليمان عن ابن عمر: أن الناس وَهِلُوا في مقالةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه.
وإنما أراد أن القرن منخرم لم يبق من بني آدم أحدٌ كان موجودًا تلك الليلة على وجه الأرض. والقائلون بوجود الخضر قالوا: لم يكن إذ ذاك على وجه الأرض، بل كان على البحر. واستشكل بعضُهم إبليسَ. ثم قال: كان إبليسُ حينئذٍ في النار أو في الهواء، ثم قال: وأما عيسى فهو في السماء، أو هو من النوادر. قلتُ: قوله: من النوادر يدل على أنَّه لم يجزم قطعًا بكونه في السماء، مع أنَّه منطوقُ القرآن الكريم. قال تعالى:{إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}[آل عمران: ٥٥]. وأما قوله في إبليس (٢): كان في النار أو في الهواء، مع كونه رجمًا بالغيب، لا يدفع الإشكال بالملائكة الحفظةِ، فالصوابُ أن كلامه خاص بأمته وإشارة منه إلى قلة الأعمار.
وفيه ترغيب في العبادة وتنفير عن الركون إلى الدنيا.
١١٧ - (آدم) هو ابن أبي إياس (جُبَير) بضم الجيم وفتح الباء على وزن المصغر (عن ابن عباس قال: بِتُّ في بيت خالتي ميمونة زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم - تَزَوَّجها في عمرة القضاء، تولى ذلك العباسُ بن عبد المطلب، وكانت هي بمكة، قيل: كانت عند أبي رِهْم بن عبد العزى، فلما رَجَع من عمرته بنى بها بسَرَف، وبسَرَف ماتت أيضًا، واختلفوا في أنَّه عَقَد عليها وهو مُحْرِمٌ أو حلال، فإلى الأول ذَهَبَ أبو حنيفة، فجوّز نكاح المحرم. وإلى الثاني ذهب الشافعي فمَنَع ذلك وسيأتي الكلام على ذلك في موضعه.
(وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - عندها في ليلتها) أي: ليلة يومها؛ وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن لم يكن القسم واجبًا عليه، إلا أنَّه كان يفعله رعايةً لهنَّ وتطييبًا لقلوبهنّ.
(فصلى أربعَ ركعات ثم نام، ثم قام، ثم قال: نام الغُلَيِّم) -بضم الغين وتشديد الياء