(تفلِّي رأسه) بالفاء، أي: تخرج ما فيه من الغبار ونحوه (استيقظ وهو يضحك)، أي: تبسم، وإنما ضحك فرحًا بما رأى من حسن حال أمته (ناس من أمتي يركبون ثبج هذا البحر) الإشارة إلى الجنس، أو إلى معهود عندهم. والثَّبَجُ، بالثاء المثلثة، ثم باء موحَّدة، آخره جيم: وسط البحر ومعظمه، وهذا أخص من قوله: ظهر هذا البحر (ملوكًا على الأسِرَّة) حال من واو "عرضوا"، وصف حالهم وعلو شأنهم في الجنة، وقيل: حال من فاعل "يركبون"، أراد سعة حالهم في الدنيا، وما يبسط عليهم، وفيه نظر فإن كل غازٍ في البحر ليس بذلك الحال، ولا يناسب الترغيب.
(ناس من أمتي عرضوا عليَّ غزاةً في سبيل الله) لم يذكر البحر هنا، فإما أن يكون مرادًا واكتفى بذكره أوَّلًا، أو أشار بهذا إلى غزاة البر، وبين حالهم أيضًا، وأنهم على الأسرة أيضًا وإن كان غزاة البحر أعظم شأنًا، لما روى ابن عمر:"غزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر".
(فركبت في زمان معاوية) كان في خلافة عثمان رضي الله عنه ومعاوية أمير الشام غزا قبرص سنة ثمان وعشرين من الهجرة. قال القرطبي: لم تكن تحت عبادة بن الصامت، كما دل عليه ظاهر الحديث، بل تزوجها بعد، وهذا غلط ظاهر؛ فإنها ماتت في تلك السفرة. فكيف بعقل تزوجها بعد؟ قال ابن عبد البر خرجت مع زوجها عبادة [بن] الصامت غازية؛