قد كان. فإن المحققين على أن ذلك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن كذا، لأنه بناه على ظنه. والبحران: قيل: هما بحر فارس والروم.
فإن قلتَ: ما معنى عتاب الله؟ قلتُ: الإشارة إلى أن ما صدر منه كان خلاف الأولى، وأصلُ العتاب مخاطبة الأحباء على طريقة الإدلال، قال الشاعر:
ويبقى الوُدُّ ما بقي العتاب (٢)
(قال يا رب: وكيف به؟) أي: طريق الاجتماع به (فقيل له: احمِلْ حوتًا في مِكْتل) -بكسر الميم-: الزنبيل. قال ابن الأثير: هو الزنبيل الكبير الذي يَسَعُ خمسة عشر صاعًا من الكتاب وهو الثقل. قلتُ: الظاهر أنه من إطلاق المقيد على المطلق مجازًا، إذ الإنسان لا يحمل مثله على ظهره (وانطلق معه بفتاه يوشع) أي: بخادمه. يطلق على كل خادم، أصله من الفُتُوّة وهو حداثةُ السنّ؛ لأن الأكثر أن يكون الخادم شابًا، وقال البخاري: يُوشَع بالشَين المعجمة والمهملة (وَضَعا رؤوسهما) جمع الرأس وإن كانا اثنين كراهةَ اجتماع التثنيتين، وهو كثير في كلام العرب.
(فانسَلَّ الحوتُ من المكتل {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا}[الكهف: ٦١]) سيأتي تفسيره أنه بقي الماء مثل الطاق بأن أمسك الله عنه الجرية. وأصل السرب: المسلك في خفية (وكان لموسى وفتاه عجبًا) الضمير في: كان، لققد الحوت (فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما) كذا وقع هنا، والصوابُ بقية يومهما وليلتهما بتقديم اليوم لقوله:(فلما أصبح). كما وقع في تفسير