(لقيه المسور بن مخرمة) بكسر الميم في الأول وفتحها في الثاني (هل أنت معطي سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟) الظاهر أنه ذو الفقار المعروف، فإنه سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابه يوم بدر (فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه) أي: يزيد وأتباعه (وايم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدًا) على بناء المجهول (حتى تبلغ نفسي) أي: الموت (إن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل).
فإن قلت: أيُّ مناسبة لهذا الكلام في هذا المقام؟ قلت: قيل: أراد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحترز مما يجدد الكدورة بين الأقرباء، فأنت أيضًا لا تجدد الكدورة بسبب السيف، أو كما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يراعي جانب بني أعمامه العبشمية، فأنت أيضًا يجب أن تراعي جانب بني أعمامك النوفلية، وهذا كلام لغو ينادي على فساده السياف بعد قتل الحسين [ولا] كدورة فوقه، أو يقول عاقل: أعطني سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإني ابن عمك؟ والصواب أنه أراد حفظ السيف لزين العابدين، فإنه كان صغيرًا، خاف أن يؤخذ منه ظلمًا، وأورد قصة علي مع بنت أبي جهل لدلالتها على أن فاطمة كانت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكان، فيجب على كل مؤمن حب أولادها، والله الموفق.
على أن اتفاق الثقات أن المسور زهري لا نوفلي، وإنما التبس عليه من جد المسور، فإنه ابن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بنت زهرة، وأما نوفل الذي توهمه هذا.