للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٢٩٥ - حَدَّثَنِى إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ حَدَّثَنِى ابْنُ أَبِى حَازِمٍ عَنْ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «إِذَا اسْتَيْقَظَ - أُرَاهُ - أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَتَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثًا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيْشُومِهِ».

ــ

الواسع، وفيه مبالغة حيث دلَّ على غاية بعده وخوفه منه، حتى ترك الطريق الواسع له، والمراد به كمال شدته في الدِّين، وأن الشيطان قد أيس منه، ويجوز حمله على الحقيقة، كما تخاف سائر الحيوانات من الأسد.

قال بعض الشارحين: فإن قلت: يلزم أن يكون عمر أفضل من أيوب، حيث قال: {رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} [ص: ٤١] قلت: لا يلزم؛ لأن التركيب لا يدل إلا على الزمان الماضي، وأيضًا ذلك مخصوص بحال الإسلام، فليس على ظاهره، وأيضًا هو مخصوص بحال سلوك الطريق، فجاز أن يلقاه في غير ذلك الوقت، وكل هذا خبط ظاهر لا معنى له في نفسه أصلًا، مع قطع الحقيقة، فلا إشكال أيضًا؛ لأن ذلك من خواص عمر، كما تقدم في طعن إبليس في الحجاب مع عيسى، على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل، والإشكال ليس خاصًّا بأيوب، ألا ترى أن الشيطان تلسط على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد قطع صلاته، كما تقدم آنفًا.

٣٢٩٥ - (أبن أبي حازم) -بالحاء المهملة- عبد العزيز بن سلمة بن دينار (إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثًا، فإن الشيطان يبيت على خيشومه) سلف الحديث في أبواب الطهارة، والغرض هنا ذكر الشيطان، وقد أشرنا هناك إلى أن بيتوته على الخيشوم -وهو أقصى الأنف- يجوز أن يكون حقيقة، وأن يكون مجازًا عن اجتماع الأوساخ هناك المانعة عن النشاط في الطاعة، وكل ما كان من هذا القبيل فهو من جنود الشيطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>