للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَنَزَلَتْ (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا) فَإِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ، إِذْ خَرَجَتْ حَيَّةٌ مِنْ جُحْرِهَا فَابْتَدَرْنَاهَا لِنَقْتُلَهَا، فَسَبَقَتْنَا فَدَخَلَتْ جُحْرَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا». وَعَنْ إِسْرَائِيلَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ قَالَ وَإِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ رَطْبَةً. وَتَابَعَهُ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ. وَقَالَ حَفْصٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. طرفه ١٨٣٠

٣٣١٨ - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خِشَاشِ الأَرْضِ».

ــ

صرح به في الرواية الأخرى (فنزلت: {وَالْمُرْسَلَاتِ} [المرسلات:١] أي: في ذلك الغار (وإنا لنتلقاها من فيه) أي: نتعلمها (وُقِيَتْ شركم كما وقيتم شرها).

فإن قلت: قتل الحيَّة فيه أجر، فكيف يكون قتلهم إياها شرًّا؟ قلت: سماه شرًّا بالنظر إليها مع رعاية حسن المشاكلة.

(وعن إسرائيل) يجوز أن يكون عطفًا على قوله: عن إسرائيل داخلًا تحت السند، وأن يكون ابتداءً تعليقًا (وإنا لنتلقاها من فيه رطبة) استعارة لطيفة، كأنها في حال النزول جديدة تمرة طرية (أبو عوانة) -بفتح العين- الوضاح اليشكري (وقال حفص وأبو معاوية) الضرير محمد بن خازم -بالخاء المعجمة -كلاهما شيخ البخاري، والرواية بقال عنهما؛ لكونه سمع الحديث مذاكرة، ويجوز أن يكون تعليقًا، إلَّا إن عطف (سليمان بن قرم) يؤيد هذا الثاني؛ لأنه من أفراد مسلم، ليس للبخاري عنه رواية، وفي مسلم له حديث واحد، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "المرء مع من أحب".

٣٣١٨ - (نصر بن علي) بالصاد المهملة (دخلت امرأة النار في هرة) أي: لأجلها، وقد أشار إلى العلة في الحديث (ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض) -بالخاء والمعجمة مع الحركات الثلاثة- هوام الأرض وحشراتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>