وفي رواية أبي ذر: بالمعجمة، وهو الأخذ بالأضراس، وقيل: هما بمعنى (يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي) لاستواء أجزاء الأرض، أي: يمكن ذلك، أو يقع بالفعل من واحد، أو من كل أحد (ألا ترون إلى ما أنتم فيه إلى ما بلغكم) بدل من: إلى ما ترون (فيقول: ربي قد غضب غضبًا) قد أشرنا مرارًا أن الغضب ثوران دم القلب إرادة الانتقام، وذلك محال عليه تعالى، فأريد حيث وقع لازمه، وهو إرادة الانتقام.
(يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض) وآدم وإن كان نبيًّا إلا أنه لم يكن مبعوثًا إلى أهل الأرض، وتوهَّم ابن بطال من ظاهره أن آدم لم يكن نبيًّا، وفيه بعد؛ إذ لا بد لآدم وذريته من شرع بينهم، وقد روي أن آدم نزلت عليه الصحف (ائتوا محمدًا فيأتوني) بتشديد النون وتخفيفها (فأسجد تحت العرش في الجنة) لم سيأتي أنه [قال]: "أذهب فأستأذن ربي في داره"، وفي مسند الإمام أحمد: أنه يمكث في تلك السجدة قدر جمعة من أيام الدنيا.