في الكُنى وجود المعنى. وقيل: كُنّيتْ بابن أختٍ لها عبد الله بن الزبير، وقيل: بسقط لها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يصحُّ.
(أن الحارث بن هشام) هو أخو أبي جهل {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}[الشورى: ٧]. قال الذهبي: استشهد في يرموك: وقيل: مات في طاعون عَمواس، وكان إسلامه سنة الفتح من المؤلفة، إلا أنه حُسن إسلامُهُ، وكان جَوَادًا، نَقَل ابنُ عبد البرّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فيه:"إنه كِسْرِيٌّ، وكان أبوه كِسْرِيًّا" نسبةً إلى كسرى ملك الفرس "وددت أن لو أسلم"، وكان يسكن مكة، فلما عَزَم على النُّقْلة تبعه أهلُ مكة يبكون عليه لكثرة جوده، فوقف في البطحاء وقال: والله ما خرجتُ رغبةً بنفسي عند نفسكم، ولكن هذه نُقْلَة إلى الله.
(كيف يأتيك الوحي) أي: حامل الوحي، الإسناد فيه حُكْمي (أحيانًا يأتيني مثلَ صلصلة الجرس) الصَّلْصَةَ: صوتُ الحديد، يقال: صَل الحديدَ وصَلْصَلَ. والجرسُ لغةً الصوتُ الخفي، والمراد به في الحديث: الجُلْجُل الذي في عُنُق الدواب.
(فيُفصم عني) بضم الياء وفتحها، وكسر الصاد، ويُروى: بضم الياء وفتح الصاد على بناء المفعول من الفَصْم وهو الكسرُ من غير إبانةٍ وانفصالٍ، وعكسُه: القَصْم بالقاف. وفيه إشارة إلى أن انفصاله عنه ليس انفصال وداعٍ. (وعيتُ عنه ما قاله) أي: حفظتُ من الوعاء وهو الظرف الحافظ للمظروف (وأحيانًا يتمثل لي المَلَكُ رجلًا فيُكَلّمني فأعي ما يقول) أي: يتصورُ لي المَلَكُ في صورة الرجل، وليس التكلف من لوازم الفعل، والتمثُّلُ في صورة الرجل من أهون ما يكون على المَلَك.
فإن قلتَ: لِمَ قال هنا: "فأعي ما يقول" وفي الأول: "وقد وعيتُ ما قال"؟ قلتُ: لأن المَلَك في صورة الرجل على طريقة التعلم يُفهم عنه حين الأخذ، بخلاف هناك؛ فإن تلك الحالة شديدة لا يَقْدِرُ فيها على الضبط، فإذا انكشفت عنه يرى نفسَه منتعشة بتلك المقالة لمحض خلق الله تعالى، كالنائم الذي يرى الرؤيا.