خمس عشرة سنة، وقيل: اثني عشرة، وقيل: ثمان سنين، وروى عروة ابنه أنه يوم أسلم كان عمره ست عشرة سنة، قال ابن عبد البر: وهذا أصح الأقوال، هو أول من سل السيف في سبيل الله، ولما آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار آخى بينه وبين سلامة بن سلام، وكان يوم بدر معتجرًا بعمامة صفراء، ونزلت الملائكة على لبسه، وروى ابن عبد البر بإسناده أن الزبير كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، ولا يدخل بيته منه درهم فرد، بل يتصدق بكل ما حصل، ومدحه حسان بقصيدة، وفضله على جميع الصحابة في هذا البيت، وهو قوله شعر:
فما مثله فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدهر ما دام يذبل
وهو أحد العشرة المبشرة بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، وفداه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأبيه وأمه يوم قريظة، قتل وهو ابن سبع وستين سنة، وقيل ست، قتله ابن الجرموز بعد انصرافه من وقعة الجمل، فإن عليًّا كان خلا به، وذكر له حديثًا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان قال له:"إنك ستقاتل عليًّا وأنت ظالم عليه" فقتله غرة، وقيل: كان نائمًا.
٣٧١٧ - ولما رعف عثمان سنة كثر فيه الرعاف وقيل له (استخلف) قال عثمان: قال الناس هذا الكلام؟ قال: بلى، قال: لعله الزبير؟ (قال: نعم، قال: والذي نفسي بيده إنه لخيرهم) يريد خير الموجودين بعده.
فإن قلت: أجمعت الأمة على علي، قلت: قاله ظنًّا منه كما قاله حسان فيما ذكرنا من شعره، وكذا قوله:(وإن كان لأحبهم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-).