٣٨٦٦ - (عن عبد الله بن عمر: ما سمعت عمر يقول لشيء قط: إني أظنه إلا كان كما يظن) أي: يقع على وفق ظنه (بينهما عمر جالس إذ مر به رجل جميل فقال: لقد أخطأ ظني أو إن هذا على دينه في الجاهلية، أو لقد كان كاهنهم) أي لا بد من أحد هذه الأشياء مانعه الخلو وهذا الرجل هو سواد بن قارب، والواقع هو الشق الثالث كما صرح به في الحديث (ما رأيت كاليوم اسْتَقْبَلَ به رجلًا مسلمًا) وفي بعضها. رجلٌ، على أن استُقْبِل على بناء المجهول، ورجل قائم مقام فاعله. ومعنى هذا الكلام: أن يشق على سواد نسبته إلى الكهانة بعد كونه صحابيًّا ولذلك سلاه عمر بأن ما كنا عليه من عبادة الأحجار شره ما كنت فيه (قال: فما أعجب ما جاءت به جنيتك) فإن الكهان إنما يخبرون بما استرق إليه الشياطين، وكل كاهن له واحدة، قال ابن الأثير، ويقال لذلك الجني أي وزن وحي على وزن كمي، وعلى هذا التأنيث، إما باعتبار النفس أو لكون ذلك في إناث الجن.
(ألم تر الجن وإبلاسَها) -بالباء الموحدة- من أبلس إذا أيس، بدل بعض من الجن، كقولك أعجبني زيدٌ وكرمُه (ويأسَها من بعد أَنكاسها) -بفتح الهمزة- جمع نكس -بكسر النون- مصدر نكس انقلب معكوسًا، ويروى: وأنساكها، جمع نسك، قال ابن الأثير: أي متعبداتها والظاهر أنه أراد مكان استراقها، ويروى وإيناسها من الأنس، (ولحوقها بالقلاص وأحلاسها) القصاص جمع قلوص: الناقة الشابة، والأحلاس جمع حِلس -بكسر الحاء- كَساء يجعل تحت القتب.
فإن قلت: ما المراد بهذا الكلام؟ قلت: قال بعضهم أرادت أن الجن كرهوا الإسلام. وليس بشئ، بل أرادت أن الجن نزلوا إلى بلاد العرب طلبًا للرشد والفلاح. يدل عليه ما