٤٠٨٠ - وَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرًا قَالَ لَمَّا قُتِلَ أَبِى جَعَلْتُ أَبْكِى وَأَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، فَجَعَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَوْنِى وَالنَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَنْهَ، وَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «لَا تَبْكِيهِ أَوْ مَا تَبْكِيهِ، مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ». طرفه ١٢٤٤
ــ
واحد) ظاهره أنَّه كان يجمع بين الإثنين في ثوب واحد، أي: في كفن واحد وهذا محال، بل المراد أنَّه يجعل ثوبًا واحدًا كفنًا لرجلين بقدر الوسع، أو المراد بالثوب: القبر، أو وقع سهوًا من الراوي فوضع الثوب موضع القبر كما أشار إليه بقوله:(فإذا أشير إلى أحد قدمه في اللحد) إذ لو كان محمولًا على ظاهره من كونهما في ثوب امتنع تقديم أحدهما على الآخر بعد التكفين تأمل (ولم يصل عليهم) أي: صلاة الميت، وأما صلاته بعد ثمان سنين كما تقدم كان دعاءً واستغفارًا.
٤٠٨٠ - (قال أبو الوليد) هو شيخ البخاري والرواية عنه بقال لأنه سمع الحديث مذاكرة (عن ابن المنكدر) -بكسر الدال- اسمه محمد (قال جابر: لما قتل أبي جعلت أبكي) أي: شرعت في البكاء (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تبكه أو ما تبكيه؟) استفهام إنكار؛ فإن الموضع موضع السرور، ظاهره أنَّه خطاب لجابر، وليس كذلك بينه رواية مسلم عن جابر قال: وجعلت بنت عمرو عمه أبي تبكيه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تبكيه"، وكذا تقدم في البخاري في أبواب الجنائز، كذا قاله شيخنا وفيه نظر، فإن قول جابر: جعلت أبكي وأكشف الثوب، لا يقبل التأويل، ولا تنافي، ففد قال لكل منهما:(ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتَّى رفع) تعظيمًا له.
فإن قلت: تقدم في الجنائز أن الباكية أخت عبد الله؟ قلت: لا تنافي، وقع البكاء منهما.