٤١٠١ - حَدَّثَنَا خَلَاّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَتَيْتُ جَابِرًا - رضى الله عنه - فَقَالَ إِنَّا يَوْمَ الْخَنْدَقِ نَحْفِرُ فَعَرَضَتْ كُدْيَةٌ شَدِيدَةٌ، فَجَاءُوا النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا هَذِهِ كُدْيَةٌ عَرَضَتْ فِي الْخَنْدَقِ، فَقَالَ «أَنَا نَازِلٌ». ثُمَّ قَامَ وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ، وَلَبِثْنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا نَذُوقُ ذَوَاقًا، فَأَخَذَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - الْمِعْوَلَ
ــ
٤١٠٠ - (أبو مَعْمَر) بفتح الميمين وسكون العين ويأتون بملء كف من شعير، ويصنع لهم بإهالة سَنِخَة الإهالة -بكسر الهمزة- الشحم المذاب، والسَنِخَة: بفتح السين وكسر النون والخاء المعجمة - (وتوضع بي يدي القوم والقوم جياع وهي بَشِعة) -بفتح الباء وكسر الشين- الطعام الذي يأخذ بالحلق ولها ريح منتن قيل: الصواب منتنة؛ لأن الريح مؤنث. قلت: الصواب جواز الأمرين، قال تعالى:{رِيحٌ عَاصِفٌ}[يونس: ٢٢].
٤١٠١ - (خَلَّاد) بفتح الخاء وتشديد اللام (قال جابر: إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كُدْيَة) بضم الكاف وسكون الدال الأرض الصلبة، وفي رواية أبي الهيثم: كُدَيَّة مصغر، ويروى: كبدة -بكسر الكاف وسكون الباء الموحدة- قال الخطابي: إن كانت هذه الرواية محفوظة فالمراد: الأرض الصلبة من قولهم: قوس كبد، أي: تشديد (ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقًا) الذواق: -بفتح الذال- شيء يؤكل ويذاق (فقال) أي: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أنا نازل) أي: في الخندق للكدية (ثم قام وبطنه معصوب بحجر) كانت العرب عند الجوع يشدون الحجر على بطونهم لتقيد البطن، وأنكر ابن حسان هذه الرواية وقال: إنما هو الحجز بالزاي المعجمة وهو طرف الإزار، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم الوصال ويقول:"أبيت عند ربي فيطعمني ويسقين" وهذا الذي قاله ليس بشيء.
أما أولًا: فلقول جابر بعد هذا: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - خَمَصًا، ولرواية الإمام أحمد: معصوب بحجر من الجوع.