سورة الفتح. قيل: نزلت بكراع، وقيل: بالجحفة، وقيل: بضجنان.
٤١٧٩ - (المسور بن مخرمة) بكسر الميم في الأول (فلما أتى ذا الحليفة قلّد الهدي وأشعره، وأحرم منها بعمرة، وبعث عينًا من خزاعة) أي: جاسوسًا -من إطلاقه الجزء على الكل- قيل: هذا العين بشر بن سفيان بن عمرو بن عويمر. وقال ابن هشام: بشر بن سفيان الكعبي. (وسار النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى كان بغدير الأشطاط) بفتح الهمزة وشين معجمة وطاء مهملة مكررة، وقيل: معجمة، موضع تلقاء الحديبية (وقد جمعوا لك الأحابيش) -بفتح الهمزة جمع أحبوش- كأنابيب في أنبوب. ناس من قبائل شتى. وقال ابن دريد: هم حلفاء قريش تحلفوا تحت جبل اسمه حبيش، سُمُّوا بذلك (فإن يأتونا كان الله قد قطع عينًا من المشركين) من الإتيان. وفي رواية ابن السكن: بأتونا بالموحدة وتشديد التاء من البتِّ، وهو القطع كان الله قد قطع عينًا من المشركين) أي: لم يبق لهم عينًا، أي: جاسوسًا يخبرهم، كناية عن قتلهم عن آخرهم، علم ذلك بإعلام الله، هذا الذي ذكرناه هو الذي قاله ابن الأثير. وقال بعضهم: من المشركين متعلق بقوله: قطع، أي: كان الله قد قطع من المشركين الجاسوس الذي أرسلناه، أي: لو قاتلونا كنا كأن لم نبعث جاسوسًا، وهذا معنى فاسد مخالف لغرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويدل عليه قسيمه وهو قوله:(تركناهم محروبين) أي: مسلوبي الأموال. قال ابن الأثير: من الحرب بتحريك الراء وباء موحدة نهب الإنسان وتركه: لا شيء له، ولو كان هذا العين هو الأول كان المناسب تعريفه؛ لأن النكرة إذا اعيدت تكون هي غير الأولى في الأكثر.