وَأَرْتَجِزُ حَتَّى اسْتَنْقَذْتُ اللِّقَاحَ مِنْهُمْ، وَاسْتَلَبْتُ مِنْهُمْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً، قَالَ وَجَاءَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - وَالنَّاسُ فَقُلْتُ يَا نَبِىَّ اللَّهِ قَدْ حَمَيْتُ الْقَوْمَ الْمَاءَ وَهُمْ عِطَاشٌ، فَابْعَثْ إِلَيْهِمُ السَّاعَةَ. فَقَالَ «يَا ابْنَ الأَكْوَعِ، مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ». قَالَ ثُمَّ رَجَعْنَا وَيُرْدِفُنِى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى نَاقَتِهِ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ. طرفه ٣٠٤١
ــ
كان ذاهبًا إلى الغابة وليس له خبر من هذه القضية (فصرخت ثلاث صرخات: واصباحاه) هذه كلمة يقولها المستغيث للغارة، وذلك أن أكثر ما كانوا يغيرون في الصباح حتى سقوا يوم الغارة يوم الصباح. (أرميهم بنبلي وكنت راميًا) أي: حسن الرمي (وأقول: أنا ابن الأكوع).
هذا على دأب الشجعان في الحرب، يقرّ للقران بنسبة أو الوصف الذي به يعرف، كقول رسول الله:"أنا ابن عبد المطلب".
قال ابن عبد البر: والأكوع جده وهو سلمة بن عمرو بن الأكوع، وهو لقب سنان بن عبد الله البشيري الأسلمي، يكنى أبا مسلم، وقيل: أبا إياس وقيل: أبا عمرو. (واليوم يوم الرضع) أي يوم اللئام، جمع راضع، وهو الذي يشرب اللبن من الثدي، ولا يحلبه لئلا يسمع الفقراء صوت الحلب، أو لئلا يلصق بعضه بالإناء.
قال ابن الأثير: الفعل منه رضع، بضم الضاد، والمصدر منه الرضاعة (وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله قد حميت القوم وهم عطاش فابعث إليهم، الساعة فقال: يا ابن الأكوع، ملكت فأسجح)، أي: أَحسِنْ وسامح من السجاحة وهي السماحة والسهولة. الحوض، نسبة إلى حوضي، على وزن ليلي اسم مكان.