أمر الناس إلى مالك بن عوف البصري، وعزموا على المسير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما سمع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك أرسل عبد الله بن أبي حدرد عينًا له، فدخل فيهم وعرف خبرهم.
٤٣١٤ - (رأيت [بيد] عبد الله بن أبي أوفى ضربة، قال: ضُرِبتها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، قلت: شهدتها؟ قال: قبل ذلك) يتعلق بمقدر، أي: قبل حنين شهدت أيضًا، فإنَّه من أصحاب الشجرة وبيعة الرضوان.
٤٣١٥ - ٤٣١٦ - (يا أبا عمارة أتوليت يوم حنين؟ قال: أما أنا فأشهد على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه لم يول) والظاهر أن هذا السائل فهم من قوله تعالى: {ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ}[التوبة: ٢٥] أن الفرار عام، فكان أولهم استثناء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن كان طائفة ثبتوا معه.
فإن قلت: ما وجه هذا الكلام؟ قلت: عدل عن ظاهر الجواب دفعًا للوهم بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيضًا ممن تولى، وقد فهم أن البراء تولى.
(ولكن عجلت سرعان القوم فرشقهم هوازن) السرعان بفتح السين والراء، وقد تُسَكَّن الراء لفظ مفرد أوائل. [وبغلته البيضاء] أهداها له المقوقس صاحب الإسكندرية. وقيل: التي أهداها له ملك أيلة، وقيل: التي أهداها له فروة بن نفاثة -بضم النون بعدها فاء بعدها شاء مثلثة- وهذا أصح؛ لوقوعه في "مسلم" صريحًا.