المراد، فلم يحتج إلى البيان. قال القاضي: إنما التبس هذا على من لا فقه له، ولم يكن استعمال الخيطين في الليل والنهار من لغته.
فإن قلت: إذا كان ظاهرًا فلم نزل {مِنَ الْفَجْرِ}[البقرة: ١٨٧] بيانًا؟ قلت: كان ظاهرًا فصار البيان نصًّا، ومثله كثير في القرآن.
قال بعضهم: فإن قلت: فهو الحقيقة قبل البيان فلم عوتبوا؟ قلت: إنما عوتب الذين جعلوا الخيطين تحت الوسادة بعد نزول البيان، وهذا الذي قاله لا يعقل، ولا قاله أحد قبله، وأي فائدة لنزول البيان؟!.
ثم قال: فإن قلت: عريض القفا كناية عن مجاز؟ قلت: كناية يجوز إرادة الحقيقة، وهذا الذي قاله مذهب صاحب "الكشاف" والجمهور على جوازه مطلقًا.
ثم قال: فإن قلت: فما حكم عريض الوسادة؟ قلت: كناية عن عرض القفا، فهو كناية عن كناية، وهذا أيضًا اصطلاح منه، وعند القوم مثله كناية بلاغية، مثل: كثير الرماد. والله أعلم.
٤٥١١ - (ابن أبي مريم) اسمه: سعيد (أبو غسان) بفتح الغين المعجمة وتشديد السين (محمد بن مطرف) بضم الميم وكسر الراء المشددة (أبو حازم) -بالحاء المهملة- سلمة بن دينار.